جانب من سيرة والدي رحمه الله
( حتى أنا خالي جمعان ) !
عبارة قالها معلم فلسطيني قبل أكثر من ستين عاما تقريبا حين كان معلما في مدرسة العسلة الابتدائية ببلجرشي ومقيما في العسلة يعرف أهلها ويتفاعل معهم وكعادة المعلمين في التعرف على طلابهم والأسئلة المعتادة أول العام :
ما اسمك ؟
فيجيبه الطالب : فلان .
ومن أبوك ؟ فيجيبه: فلان .
ثم يسأله ومن خالك ؟
فيجيبه الطالب بملء فيه : خالي جمعان !
وتتكرر هذه الإجابة من عدد غير قليل من الطلاب في تلك المجموعة .. وحتى خارج المدرسة من شباب آخرين .. أنا خالي جمعان !
فاستثارت إجاباتهم هذه المعلم الفلسطيني فقال على سبيل الطرافة : ( حتى أنا خالي جمعان )! .
ولكن من هو جمعان ؟ وكيف كان خالا لعدد غير قليل من طلاب وأبناء العسلة ؟
وماهي صفاته ؟
والإجابة كما يلي :
جمعان بن محمد بن سعد آل مالح المعروف في العسلةب(جمعان بن سلمية ) رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته من بيت ( آل سلمية ) وسلمية جدته لأبيه ومن فخذ ( آل مالح ) الذي يضم أسرتين كبيرتين عريقتين في قرية آل سلامة بالعسلة هما :
( آل سلمية و آل حمود ) من العسلة التابعة لقبيلة الرهوة .
وأبو جمعان هو محمد بن سعد بن سلمية من أشهر رجال العسلة و فرسانها مات شابا وترك عددا من الأبناء بنين وبنات بالإضافة إلى بنات أخيه جمعان بن سعد وكان أكبرهم لم يبلغ الحلم بعد فكفلتهم عمتهم صالحة بنت سعد
رحمها الله إلى أن شب جمعان بن محمد فتحمل رعاية إخوته سعيد وغرم الله وأخواته مليحة وعطرة وصالحة ورفعة وبنات عمه سعدية وفاطمة رحمهم الله جميعا وكان يقول عن بنات عمه :
( خواتي ) ولا يفرق في المعاملة حتى إن الكثير من أهل العسلة لا يعرف أن بنات عمه اثنتان وأخواته أربع فلما تزوجن أنجبن أولادا كثيرين بفضل الله حتى أنك قل أن تجد أحدا من أهل العسلة ليس لجمعان بن سلمية معه نسب أو مصاهرة مثل : الكلي ، آل دخيخ ، آل سعد ، آل حاميها ، البشرة ، وغيرهم .
( خواتي ) ولا يفرق في المعاملة حتى إن الكثير من أهل العسلة لا يعرف أن بنات عمه اثنتان وأخواته أربع فلما تزوجن أنجبن أولادا كثيرين بفضل الله حتى أنك قل أن تجد أحدا من أهل العسلة ليس لجمعان بن سلمية معه نسب أو مصاهرة مثل : الكلي ، آل دخيخ ، آل سعد ، آل حاميها ، البشرة ، وغيرهم .
وقد عايشت أشخاصا أمهاتهم من الفرع الثاني من آل مالح وهم آل حمود في أحاديثهم يقولون : خالي جمعان وينادونه : (خال جمعان ) دون أن يكون ذلك مستغربا من أحد.
كان بيته ملاذا ومطعما لهم حتى إنهم لا يقدمون عليه خالا غيره يأنس بهم ويأنسون به ولما أفتتحت مدرسة العسلة تقدموا للدراسة بها ومن سألهم عن خالهم قالوا بفخر : ( خالي جمعان )!
كان بيته ملاذا ومطعما لهم حتى إنهم لا يقدمون عليه خالا غيره يأنس بهم ويأنسون به ولما أفتتحت مدرسة العسلة تقدموا للدراسة بها ومن سألهم عن خالهم قالوا بفخر : ( خالي جمعان )!
صفاته :
جمعان بن سلمية رحمه الله هو والدي وأعرف عنه الكثير وشهادتي فيه مجروحة ولكن لن أذكر أكثر مما يعرفه الناس عنه من صفات :
١- كان محبا للدين وحريصا على الصلاة وكان مؤذنا في مسجد آل سلامة إلى أن توفاه الله يؤذن لكل الصلوات بدقة في أوقاتها مالم يمنعه أمر خارج عن إرادته وكان لا يجامل في أمور الدين حتى في تربية أبنائه حتى إنه كان يقول :
من يتخلف عن صلاة المسجد لا يأكل معي.
٢- كان محبا لقرابته وأصهارة وصولا لرحمه معروفا بذلك حتى أحبه الجميع وقصتنا اليوم خير شاهد على ذلك .
٣- كان مكافحا في حياته مشغولا بها وبمن تحمل مسؤولياتهم عن الخوض في أعراض الناس وما لا يعنيه من أمورهم أو الطمع فيما في أيديهم .
٤- كان محبا لجيرانه محبوبا منهم وقد ظهر أثر ذلك بعد وفاته في حب الناس لنا والسؤال عنا وفاء له رحمه الله .
٥- كان يحل خلافاته مع من يختلف معهم بالطرق السلمية
ويجنح للصلح ويحث عليه .
٦- كان يحب الضعفاء والمساكين ويصحبهم إلى بيته ويطعمهم ويكرمهم جعل الله ذلك في موازين حسناته.
٧- كان مهابا محترما في بيته وخارجه وهي نتيجة حتمية لقلة الكلام والخصام والجدل العقيم والسهر بلا حاجة وتجنب العادات السيئة وحرصه على مصاحبة أهل الخير والصلاح .
٨- مع اجتهاده في الطاعات - ولا أزكيه على الله - فإنه لم ينس نصيبه من الدنيا فقد كان عصاميا أحب العمل ومارس عددا من المهن من أهمها وأكثرها الزراعة فقد كان صاحب مزارع وبساتين مثمرة وكان لا يخلو جيبه من ثمار يحملها ويعطيها لمن يجد في طريقه وكان لا يحرم أخواته من ثمارها في كل موسم حصاد وكنا نجد بركة ذلك في انتاجنا.
٨- مع اجتهاده في الطاعات - ولا أزكيه على الله - فإنه لم ينس نصيبه من الدنيا فقد كان عصاميا أحب العمل ومارس عددا من المهن من أهمها وأكثرها الزراعة فقد كان صاحب مزارع وبساتين مثمرة وكان لا يخلو جيبه من ثمار يحملها ويعطيها لمن يجد في طريقه وكان لا يحرم أخواته من ثمارها في كل موسم حصاد وكنا نجد بركة ذلك في انتاجنا.
من العبارات التي كان يرددها :
١- ( سلم على بيت الرحيم ) وهي عبارة تربوية غاية في التأثير على الأبناء وكانت في الحث على صلة الرحم فإذا كان البيت يستوجب منك السلام فماذا يستحق ساكنه ! .
٢- ( يحقر القرش ذا ما يفيده ) ومعناها أن من يأتيه مال من غير تعب لا يعرف قيمته يحقره فيصرفه في توافه الأمور.
٣- ( إذا مُدِحت فاقتصر وإذا ذُمِمت فاقتصر ) والمعنى أنه إذا مدحك الناس فلا تندفع أو تبالغ في أفعال ترجو من إتيانها كسب المزيد من المدح فتضر نفسك وقد تقع منك أمور تكون مدعاة للذم وأنت لا تعلم فإذا بلغتك المذمة فتوقف عن فعلها.
٢- ( يحقر القرش ذا ما يفيده ) ومعناها أن من يأتيه مال من غير تعب لا يعرف قيمته يحقره فيصرفه في توافه الأمور.
٣- ( إذا مُدِحت فاقتصر وإذا ذُمِمت فاقتصر ) والمعنى أنه إذا مدحك الناس فلا تندفع أو تبالغ في أفعال ترجو من إتيانها كسب المزيد من المدح فتضر نفسك وقد تقع منك أمور تكون مدعاة للذم وأنت لا تعلم فإذا بلغتك المذمة فتوقف عن فعلها.
وبعد : إن كان لهؤلاء الحق في حبهم لجمعان والفخر بخؤولته فمن أبسط حقوقي أن أحبه وأفتخر بأبوته وأنا قطعة منه وتربيت على يديه ووفق منهجه ..
توفي والدي رحمه الله بتأريخ ٦ / ٨ / ١٤١٢ ه عن عمر ناهز التسعين عاما وقد ترك زوجتين هما عزة ورفعة رحمهما الله وثلاثة من البنين هم عبدالله رحمه الله ومحمد رحمه الله ومحدثكم عبدالرحمن وفقه الله وخمسا من البنات وهن سعدية وعيشة وسلمية ونجمة وشفيا أسعدهن الله وقد وزع تركته في حياته وهو في قوته قبل أن يتوفاه الله بسنوات وتركنا راضين متحابين .
اللهم ارحم والدي واغفر له
وأسكنه الفردوس الأعلى
من الجنة وجميع من ذكر هنا
بل وجميع المسلمين ياكريم
ووفقني لبره واقتفاء أثره
في طاعة الله وصلة الأرحام
وحب الناس.
صورتان للوالد رحمه الله
البيت الذي ولد فيه وقضى جل حياته
أولاده :
عبدالله بن جمعان رحمه الله
عبدالرحمن بن جمعان وفقه الله
صورة تجمع كثيرا ً من مقتنيات
الوالد رحمه الله أدوات زراعية
ومنزلية ...
جنبية فاخرة
هذه سلاح يسمى ( الغدارة ) له غمد
يؤدي وظيفة السيف والعصا في آن واحد
ويحسبه الرائي عصا ولذا سمي غدارة
ويحسبه الرائي عصا ولذا سمي غدارة
سكين خاصة لذبح الأضحية وإكرام الضيف
نظارته الطبية وقد أجرى عملية في عينيه
آخر راديو اقتناه رحمه الله
وكان نافذته لمعرفة ما يدور في العالم
مظلته الخاصة للشمس
أسأل أن يظله في ظله يوم لاظل إلا ظله