علاقة جبرية ينقصها الود وتحكمها القسوة لا يكفي فيها (إن لم تكن معي فأنت ضدي) ، بل يريد صاحبها أن تقوم على مبدئه الذي أوجده لنفسه ( إن لم تكن مُلكي فأنت عدوي). !!
تشعر أنك في محاكمة دائمة ، ليس على أمر مكروه وقع منك ضد صاحبك ، بل على ما يمكن أن يقع منك من معروف لا يضره لمن يكرهه .
بعض العلاقات مسمومة توردك المهالك ، ليس في معاشك في الدنيا فقط ، بل حتى في دينك وآخرتك ، حين يتصور صاحبها ان من حقه عليك ألا تعرف غيره إن لم يكن من تابعيه ، ويفرض عليك أن تتبنى فكره ، ولا يحق لك أن تخفي شيئا من صداقاتك ، وينصب نفسه وصيا عليك يلغي فكرك ومشاعرك وأحاسيسك ، لأنه يمكن أن تصادق أحدا لا يروق له ، والأدهى من ذلك حين يرى أن من الطبيعي أن تتبنى كل عداواته التي أحدثها ، أو ورثها عن أبيه أو جده لشخص آخر أو أسرة أو قبيلة لتقطع علاقاتك ووشائجك حتى من أقرب المقربين إليك ، من أهلك وذوي رحمك ويمن عليك حسن ظن كان فيك يوما قد مضى ، أو محادثة أو رسالة غض طرفه فيها -كما يزعم - عن الكثير مما أزعجه ، وأكبر عزائه أنك ظهرت على حقيقتك بهذا الفعل المشين (صداقةمن لا يحب )!!
كل يوم يجرعك سوء ظنونه وبنات خيالاته ، في رسائل رمزية صوتية وخطية ، يجب أن ترد عليها بما يوافق هواه ، وإلا فقد وقعت في المحظور ، وأصبحت أحد أعدائه وفي دائرة اتهامه وحينها أنت مذنب مذنب مذنب لا تستحق القطيعة فقط بل تستحق الموت .
البعض يعيش نظرية المؤامرة ويرى أنه مستهدف من كل أحد ؛ الكل يريد الإيقاع به والنيل منه ، لا تفوته شاردة ولا واردة من قول أو فعل في البيت أو العمل أو الطريق أو وسائل التواصل الاجتماعي إلا حللها وأخضعها لكل أوهامه ( من قالها ، من فعلها ، ومتى، وكيف، ولِمَ ، وأين ) .
نعوذ بالله من الشياطين ، ومن تسلط المتسلطين ، وصداقة الموسوسين .
عبدالرحمن جمعان