بحث في هذه المدونة

الأربعاء، 13 فبراير 2013

أين حبنا من حب العجائز ؟!!


جانب من سيرة والدتي 
رفعة بنت سعيد بن عبدالرحمن آل دخيخ 
رحمها الله ،،


صورة جمعتني بالوالدة رحمها الله 


صورة لشريك حياتها والدي
جمعان بن محمد بن سلمية
رحمه الله



البيت الذي جمعها بمن أحبت
توطئة / لعلكم تذكرون إحدى قصص تراثنا التي تروى بعنوان ( إيمان العجائز ) واختصارها أن الناس تزاحموا على عالم واحتفوا به أيما حفاوة وعندما عوتبت عجوز في عدم احتفائها به وقد أثبت وجود الله بألف دليل قالت في كلام معناه : (لولم يكن عنده ألف شك ما أتى بألف دليل) فلما بلغه ما قالت قال: (اللهم ارزقني إيمانا كإيمان العجائز ) وكانه يعني إيمانا على الفطرة والله أعلم .. اللهم ارزقنا إيمانا كما تحب وترضى .

من إيمان العجائز إلى حب العجائز
بحكم غياب والدتي حفظها الله عني هذه الأيام وبقائها عند أخواتي في مدينة أخرى لكبر سنها وحاجتها لرعاية خاصة هن أقدر مني على تقديمها فكرت في بعد الإنسان قسرا عن الأهل والمكان الذي أحب واسترجعت بعض محفوظاتها التي كانت ترددها في سفرها معي مر ات ومرات والتي كانت سلوتي في سفري كلما سافرت وهي معي وكانت تحثني بها للعودة إلى مسقط رأسها وقريتها الحبيبة العسلة وفاء منها لأهلها وحبا لقريتها ومن تلك العبارات /  
1- عن الوطن كانت تقول : (وطني وطني ولو تشوطني ) ومعناها أحب وطني مهما قسا علي و (الشواط ) على ما أظن هو رائحة اللحم بعد أن يحترق في النار .

2- وعن الأهل بيت تردده ولا تعرف أو أعرف من قاله : ( أهلي أهلي مخاميشي وريشي ... 

أهلي أهلي ولو حشوا حشيشي )
والمخاميش أظنها مخالب الطائر التي ينتزع بها قوته وتكون سببا في حياته والريش معروف بلا شك للجميع .. فهي بأهلها كالطائر بمخالبه وجناحيه وما قيمة الطائر من دونها !! والشطر الثاني حول دندنة الأول .

3- وفي المكان الذي جمعها بمن أحبت على الحلوة والمرة .. (بيتي يا ساتر عورتي ) وسلامة أفهامكم .
عبارات جمعت قوة المعنى خاصة الأولى والثانية بما فيهما من توكيد بتكرار اللفظ واستخدام أسلوب الشرط (يبقون أهلى ويبقى وطني ولو فعلوا أو فعل .. ) ولا يخفى جمال اللفظ وموسيقاه والمجانسة في وطني تشوطني - مخاميشي ريشي - حشوا حشيشي .وبعيدا عن (……..) هي عبارات تطرق الأسماع بعفويتها وتلامس شغاف القلوب بصدقها وهي ليست بحاجة إلى أوزان الفراهيدي ولا إلى قواعد سيبويه ولا إلى بلاغة الجرجاني ولا إلى كل خفافيش اللغة وثعالبها لفك رموزها وفهم معناها وبالتأكيد ستكون حاجتها إلى إنشائي في تفسير حبها وطنها وأهلها أقل فقد أحبت على الكفاف وأنا وأمثالي نحب على التخمة فأين حبنا من حب العجائز؟!!

خاتمة :

والدتي حفظها الله ومتعها بالصحة والعافية بنت شيخ قبيلة الرهوة سعيد بن عبدالرحمن بن دخيخ آخر شيوخ قبيلة الرهوة من آل دخيخ توفي رحمه الله وهي طفلة صغيرة مع بقية إخوتها الذين لم يبلغ أحد منهم الحلم قبل موت أبيهم .. هي بنت شيخ القبيلة إذا وعاشت كبقية بنات القبيلة على الكفاف وإلى اليوم وهي في الثمانين مشيا على تقاليد القبيلة في حرمان المرأة من الميراث وعدم ذكر اسمها أمام الرجال وحتى من التعبير لها عن مشاعر الحب !! ومع ذلك أحبت الوطن والأهل دون مقابل كما تفعل كل نساء القبيلة من المحرومات أحبت كبقية العجائز !

البقاء لله
توفيت والدتي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته بتاريخ 16/12/1431هـ
مطلب ورجاء / الدعاء لوالدتي بالرحمة والمغفرة وبالتوفيق لي ولأخواتي إلى برها وفقني الله وإياكم إلى كل خير.

كتبها عبدالرحمن جمعان ، في 30 أبريل 2009 الساعة: 22:25 م



قصر رهوان مقر مشيخة آل دخيخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
       تعليقات
4 تعليق على “أين حبنا من حب العجائز ؟!!”

1. حاطب نهار قال:
أغسطس 4th, 2009 at 4 أغسطس 2009 11:42 ص
الاخ عبدالرحمن اسعدالله مساك: كلام اهل الديره صافي ونقي امثالهم ودعاويهم ومزاحهم يرثونه اب عن جد ، لم يختلطوا بالغرباء لذلك لاتجد في كلامهم الغريب من اللفظ .. والعبارات التي قالتها الوالده عافاها الله ورزقها الصحة والعافية وان يحسن خاتمتها آمين هي من الفصيح فلهجتهم قديمة قدم الزمن فامثالهم هادفة وفي اقوالهم دقة التعبير.وهناك مثل في الجنوب يقول( طفت البلد كله لامثل بيتي سقى الله) يقصد انه عندما يكون في بيته وبين اهله فهو معزز ومكرم اما عند الغير فلا احد يعرف قدره تقريبا هكذا… اتمنا لك التوفيق .. وياليت تلقي نظره على مدونتنا وفيها بعض علوم الديرة عسى ان تجد فيها مايرضيكم تحياتي واحترامي لشخصكم.. اخوكم سليمان الدرسوني - الرياض

2. حاطب نهار قال:
أغسطس 4th, 2009 at 4 أغسطس 2009 11:44 ص
http://lahajat.blogspot.com/2017/09/blog-post_89.html?m=0
3. عبدالرحمن جمعان قال:
أغسطس 9th, 2009 at 9 أغسطس 2009 3:57 م

الأخ سليمان الدرسوني وفقه الله 
أسعدني مرورك وتعليقك وإضافتك الجميلةوسعدت أكثر بمروري على مدونتك والاطلاع على محتواها وأوفقك الرأي فيما ذهبت إليه من أن لهجاتنا فصيحة فأهلنا توارثوها عن أسلافهم ولم تخالطها عجمة وقد مر بي وعدد من الزملاء تجربة مشابهة لتجربتك ولكنها في نطاق أضيق وتتمثل في أن أحد مشرفي اللغة العربية في منطقتنا قد كلفنا بنشاط أسبوعي استمر لفترة قصيرة يتمثل في التحقق من فصاحة بعض المفردات التي يعتبرها البعض مغرقة في العامية ولا علاقة لها بالفصحى وقد يتندر بها البعض من غير أهل الجنوب ويعدونها من المآخذ على لهجاتنا الجنوبية وكانت المفاجأة أن ما جمعناه آنذاك من تلك المفردات كان وثيق الصلة بلغة القرآن الكريم بلفظه أو بمادته اللغوية في المعاجم حديثها وقديمها وإني أعجب لقوم يتندرون بمثل قولنا : ( هب لي ) أو ( أفلح ) وهي ألفاظ قرآنية . 

أخي الكريم وفقك الله وسددك وأعانك على المضي في مشروعك ودراساتك شاكرا لك مرورك ودعاءك لوالدتي.

أخوك /
 عبدالرحمن جمعان


4. عجباً يازمن قال:
أبي .. أبومحمد جميل ما كتبت استمتعت بقراءتي لهذه المدونة أطال الله بعمر والدتك وحفظكم لها .. كل التقدير ابنتك .. عجباً يازمن !

ديسمبر 25th, 2009 at 25 ديسمبر 2009 6:16 م




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا موطني 💚🤍

يا موطني لك في العينين أضواء وفي فؤادي حكايات وأصداء وخافقي ينتشي في كل ثانية لوحي  مكة .. للقرآن  إصغاء وللمليك المفدى نبض أوردتي ومهجتي  ...

معالي موطني ،،