ننشغل الدهر عن أبنائنا وأوزواجنا وقراباتنا
فينشأ بيننا وبينهم حاجز من الفتور يقلل من تأثيرنا
عليهم وتعاطفهم معنا وبدلا من أن نبحث عن الخلل
في علاقاتنا بهم ونعالجه - بدلا من ذلك -
نتهم الآخرين بالتأثير عليهم ليسيئوا إلينا ..
فالابن الذي وجد في زوجته إلفا افتقده في حياته
الماضية مع والديه تجعله يقلل من اعتماده عليهم
وغيابه فترات لم يعتادوها تثور حفيظتهم عليه
وعليها ويتهمونها بسرقة ابنهم منهم وصرف بوصلته
عنهم ويظل شغلهم الشاغل معاداتها والعمل على التفريق
بينه وبينها ..
والزوجة التي تفرط في حق زوجها وتحرمه
من التعبير عن حبها له وإعجابها به وتسلبه كثيرا
من حقوقه التي يمارس فيها معاني رجولته
حين تتصدر المشهد وتجعله في الظل لتصنع منه
رجلا خانعا مطيعا أوامرها .. هي أيضا تجعله
في مهب الريح لتتلقفه أخرى عرفت نقاط ضعفه
وحاجته العاطفية والمعنوية إلى أنثى يشعر معها
برجولته وكيانه وتمنحه الكثير من الصلاحيات التى
حرم منها دهرا فتثور حفيظة الزوجة المُهمِلة
المتسلطة وتتهم الثانية بسرقة زوجها..
ظلمته بإهمالها له وهاهي تظلم المرأة المحسنة
الذكية بخطفه منها وتخريب مملكتها التى تعبت
- كما تتوهم - في بنائها وإعمارها ..
كثيرة هي الشواهد في حياتنا رجالا ونساء
التي نبدأ فيها بالعقوق لمن نحب فيتحولون عنا
إلى غيرنا (والجزاء من جنس العمل) نعقهم فيعقونا
وبدلا من البحث عن التقصير الذي اقترفناه في حقنا
وحقهم نعمد إلى تبرئة أنفسنا بظلم غيرنا..
لم نكتف بظلمهم في الماضي بإهمالهم والانشغال عنهم
بل زدناه بظلم من احتواهم فأحبهم وأحبوه.
عبدالرحمن جمعان
١٦ / ٤ / ١٤٤٢ ﮪ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق