بحث في هذه المدونة

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

أنا أعرف أحمد بن حفيظ - يرحمه الله - أنا سافرت معه !!



الصورة لسيارة تشبه 
سيارة أحمد بن حفيظ


علم هذه السيرة أحمد بن حفيظ رجل أشهر من نار على علم من قرية القرى إحدى قرى العسلة
من أول من اقتنى سيارة في الوادي لنقل الركاب والبضائع كان له محل في بلجرشي لبيع (مواطير)الماء وما يحتاجه المزارعون من آلات وعدد زراعية صاحب بصمة في حياة الكثيرين .. رجل في القلب, رجل سمح في صحبته
وبيعه وشرائه ..سأذكره بالحب والفضل ما حييت وسأظل أدعو له ما ذكرته ..
ولا أشك في أن أهل الوادي بل أهل المنطقة كلها يذكرون ذلك الرجل البسيط في منطقه..العظيم في صفاته وسجاياه وحبه للناس ويدعون له كان رحمه الله يخاطب كل إنسان بما يشعره بالأمان بأن له من المكانة مكان ..
يقولون في الأمثال (قال هل تعرف الرجل ؟ قال نعم . قال : هل سافرت معه ؟ قال: لا .
قال : إذا لم تسافر معه فأنت لا تعرفه .
أنا أعرف أحمد بن حفيظ أنا سافرت معه !!!
أحمد بن حفيظ رجل في ذاكرة المقيمين والمسافرين أول صاحب خطوط سفر من أهل الوادي لنقل الأشخاص والبضائع بين ( الديرة ) بلجرشي وما حولها والطائف ومكة وجدة كان يحمل بسيارته النقل الكبيرة كل من قرر مغادرة الديرة للبحث عن حياة جديدة في رحلة أحلام إلى مكة أو جدة أو زيارة أقاربه هناك والعودة إلى أنس الأحبة والذكريات العذاب إلى مسقط الرأس في وادي مراد في رحلة معاكسة وكان المسافرون يتنافسون على الركوب في (الغمارة) إلى جوار السائق الإنسان أحمد بن حفيظ ومن لم يسعد بالقرب لضيق المكان في الغمارة فإنه يسعد بصحبة هذا الرجل ودماثة
أخلاقه وتفقده لمرافقيه في الدرجة الثانية في (صندوق) السيارة أو على (السطحة ) وهي الدور الثاني من السيارة والممتدة تقريبا إلى
النصف الأول مما يلي الغمارة وعلى ارتفاع مايقرب من المتر والنصف من أرضية صندوق السيارة .. وقد يختار الراكب (البرندة) وهي الجزء الأمامي من الصندوق والذي يبرز في المقدمة ويكون أعلى الغمارة ويتسع لثلاثة ركاب جالسين وهي المكان لمن يبحث عن المتعة والمغامرة والإثارة وتناسب الشباب
أكثر لقدرتهم على تحمل حرارة الشمس أو برودة الجو ومواجهة الرياح والغبار
في الطرق الترابية في ذلك الوقت .
أنا شخصيا حظيت بالسفر مع أحمد بن حفيظ رحمه الله وأنا في التاسعة من عمري في رحلة إلى جدة هي أول صلة لي بعالم السفر والسيارات وجدة العالم الجديد وكنت متنقلا بين السطحة والبرندة وكان معنا في الرحلة
عدد من رجال الوادي فيهم علي بن سعد وعلي بن أحمد الحمود من قرية آل سلامة رحمهم الله وبصحبة ثلاثة من (الجمال) المصدرة إلى الطائف ..أذكر أننا صلينا الظهر والعصر  في شمرخ في بطن الوادي بجوار جدول الماء الجاري وكانت قلابات ( بن لادن) المحملة بالأسفلت أثناء فتح طريق الجنوب المعبد تمر من جوارنا مزمجرة وكان يعلق أحد المرافقين كلما مر قلاب بقوله: ( أدّيله … ) !!
كنا نتغطى بشراع على ظهر السيارة لحمايتنا من الهواء تعشينا في الطائف في بيت العم محمد المكاوي رحمه الله رأينا (التلفزيون ) بالأبيض والأسود في الطائف وكان أعجوبة
أتممنا الرحلة إلى جدة بصحبة أحمد بن حفيظ يرحمه الله وكانت الأولى لي في حياتي تلاها معه رحلات أخرى في (الغمارة ) كنت محل عنايته ورعايته وعطفه وأذكر له تفاصيل إنسانية في سفري معه كان ركوبي معه على ما أذكر بدون أجرة فقد قال لوالدي رحمه الله 
( هذا ولدي ) ..قدم لي مايمكن أن يحتاجه المسافر وزيادة وهو لا يرجو جزاء إلا من الله
فماذا يمكن أن يقدم طفل في التاسعة !
في إحدى السفرات معه كانت السيارة محملة بصناديق
(القوطة) الطماطم من إنتاج الوادي وفي وقت الصيف والحر الشديد
وكان حريصا رحمه الله على أوقات الصلوات و كان يقدم لي من الطعام
ما لذ وطاب وخاصة المشروبات الغازية والمياه لتفادي حرارة الصيف
وأذكر انه توقف في منتصف ( عقبة الهدا ) في مكان يسمى ( المعسل )
به عدد من( البساطين ) أصحاب الأكشاك التي تقدم مايحتاجه المسافرون
من ماء بارد أو عصائر أو بسكويت وما شابه .
أذكر أن حذائي _-أكرمكم الله - انقطع في الطريق
وظل يبحث لي عن حذاء على مقاسي أغلب الرحلة رغم أن السيارة كبيرة ومحملة .
وصلنا حلقة الخضار والفواكه في جدة عشاء وأثناء تنزيل الحملة أحضر
لي صندوقا لأجلس عليه قريبا منه وأحضر لي ( سندويتش وبارد )
كان يتجاذب معي أطراف الحديث ليخفف عني أثر السفروالبعد عن الأهل
وليشعرني بالطمأنينة ..تسلمني في الديرة من والدي وسلمني في جدة
لابن عمي وودعني بحرارة .




رحم الله أحمد بن حفيظ الرجل الإنسان رحمة واسعة
وأسكنه فسيح جناته .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا موطني 💚🤍

يا موطني لك في العينين أضواء وفي فؤادي حكايات وأصداء وخافقي ينتشي في كل ثانية لوحي  مكة .. للقرآن  إصغاء وللمليك المفدى نبض أوردتي ومهجتي  ...

معالي موطني ،،