بعدَ جهدٍ مضنٍ لأخي وزميلي المعلم الأستاذ/ مسفر ملعاط (أبو عبد العزيز) لمدة ثلاثة أشهر أجرى لطلابه خلالها مجموعة من الاختبارات الدورية لأحد الصفوف الدراسية ، أُخفى أحدهم بطاقات الدرجات لأكثر من عشرين طالبا وكانت تحت مسؤوليتي بصفتي المرشد الطلابي ، نعم لقد أخفاها مجهول لمدة ثلاثة أيام لم نترك مكانا لم نبحث عنها فيه ولم نترك أحدا في المدرسة لم نسأله حتى أصابني اليأس، وفجأة يعيدها إلى سطح مكتبي ولكن بعد أن نظمت هذه الأبيات :
صحائف أعمال البنين تطايرت
فليت سجلات الذنوب تطير!
بحثنا فلم نعثر عليها ولم نجد
حكيما يقول الطائرات تسير
يفتش أصحابي دروجا وأرففا
عليها وكل عابس وحسير
وأبحث في جيبي وتحت عمامتي
وبين ضلوعي فالسباق مثير
وأفتح فاهي حين ألحظ هامسا
وأنتظر الأقدار كيف تصير
أعاقر عجزي حين تذبل بسمتي
ويضحك مني خامل وحقير
وكنت على الدَّوَّار أجلس باسما
فصار لأفكاري الدُّوار يُدير
صرخت أبا ملعاط أين بطائقي
وأين خدود زانها التحبير ؟!
شهور مضت هذا يراعي وذي
يدي وذاك سجل كله تسطير
أقلبها الكفين أين صداقتي ؟!
أما عاد عندي صاحب وسمير؟!
فترتد أفكاري وتدنو لباقتي
ويمتد حبل العمر وهو قصير
تذكرت عمرا قد مضى في لذائذي
وأيقنت أني في الحياة أسير..
أسير هوى نفسي ورهن حماقتي
وعبد ذنوبي والجزاء عسير
تُثَار شجوني حين أَذكرُ خاليا
إلهي فما لي في سواه مجير
عبدالرحمن جمان
15 / 1 / 1417 هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق